الربيع العربي يصل متأخرا إلى الجزائر.. انتفاضة تسقط أربعين شرطيا في يوم واحد

يبدو أن القدر يسير بمستقبل الجزائر نحو الأسوأ، نتيجة السياسات اللا شعبية الخرقاء، لشرذمة من حكام الظل، تضرب عرض الحائط بالمصلحة العليا للشعب، وتحرص أشد الحرص على مصالحها الشخصية، وحساباتها البنكية الثخينة.
مع بداية هذا الأسبوع، عاد لهيب الاحتجاجات ليقضي على الأخضر واليابس، وعاد الجرحى والمصابون ليسقطوا متناثرين هنا وهناك، بعد تعنت السلطة الجزائرية في التعامل مع مطالب الشعب بقبضة من حديد، وعدم الأخذ بشيء اسمه الحوار والإنصات إلى نبض الشارع، بعين الاعتبار.
وعلى خلفية احتجاجات المواطنين في ملف ما بات يعرف بـ”استغلال الغاز الصخري”، ومحاولة قوات القمع التعامل مع المواطنين البسطاء المحتجين، وقعت مجزرة أخرى يوم أمس الأحد، وسقط ما لا يقل عن 40 شرطيا جزائريا أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، إثر صدامات مع المتظاهرين رافضين لاستغلال الغاز الصخري في مدينة عين صالح، جنوب البلاد.
واعترفت وزارة الداخلية الجزائرية بهذه الكارثة، وأكدت في بيان أن المدينة الصحراوية “شهدت أحداث شغب وإخلالا بالنظام العام قامت بها مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري بهذه المنطقة”.
وأوضح البيان أن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة أربعين شرطيا بجروح متفاوتة، اثنان منهم جروحهما خطيرة.
وأكد أن الصدامات أسفرت عن حرق مقر إقامة رئيس الدائرة وإضرام النار بمقر الدائرة وبجزء من مساكن العزاب التابع للأمن الوطني وبشاحنة تابعة لمصالح الأمن.
وكان عضو اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري تاقي عبد الرحمن قد تحدث في وقت سابق عن إصابة “ما لا يقل عن عشرين شخصا” في المواجهات التي بدأت ظهر الأحد بعد إغلاق المحتجين الطريق الدولي الرابط بين الجزائر والنيجر.
ووفقا لتقديرات رسمية، فإن احتياطيات الجزائر من الغاز الصخري تصل إلى عشرين ألف مليار متر مكعب، لتكون بذلك في المرتبة الرابعة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين والأرجنتين. إلا أن كل هذه الثروة، لا يستفيد منها الشعب في شيء، ولا تظهر عليه نعمتها، ما يطرح تساؤلات حول الجهات الحقيقية التي تستفيد من ثروات وخيرات البلاد.