عمدة البيضاء: “علاقة المغرب بأمريكا قائمة على ثوابت وتاريخ وقيم مشتركة”

شاركت نبيلة ارميلي، عمدة مدينة الدارالبيضاء، أمس الجمعة، حفل افتتاح معرض المفوضية االمريكية تحت عنوان “من صوت وحجر.. 200 سنة من التاريخ بمبنى المفوضية األمريكية بالمغرب”، بمتحف مؤسسة عبد الرحمان السالوي، الذي يحتفل بمرور مئتي سنة من الصداقة بين الواليات المتحدة والمغرب.
ويقدم المعرض ، المنظم من طرف مكتب التراث الثقافي التابع لكتابة الدولة األمريكية وسفارة الولايات المتحدة بالرباط، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مجموعة من القطع التاريخية التي تمثل الروابط االستراتيجية واالقتصادية والثقافية بين الولايات المتحدة والمغرب، من قبيل نموذج لعربة )مارس روفر( المصنوعة من قطع الليغو إلى حذاء جيمي هندريكس، مرورا بالميدالية الذهبية االأولمبية والحذاء الرياضي لنوال المتوكل.
ويسلط المعرض الضوء بالأساس على المفوضية الأمريكية بطنجة والتي تعتبر أول وأقدم ملكية دبلوماسية للواليات المتحدة األمريكية في العالم، والمبنى التاريخي األمريكي الوطني الوحيد الذي يتواجد خارج التراب األمريكي.
وفي كلمة لها بهذه المناسبة، أكدت نبيلة الرميلي على عمق ومتانة العالقات بين المغرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي عالقات قائمة على ثوابت وتاريخ وقيم مشتركة، كما ترتكز على مصالح مشتركة ورؤية منسجمة إزاء مجموعة من القضايا الدولية، مبرزة أن هذا المعرض يروم االحتفال بالعالقات التاريخية والمتميزة بين البلدين.
كما ذكرت بأن جذور العالقات المغربية األمريكية ليست وليدة اليوم، ولم تكن مبنيةً على مصالحٍ غيرها، فهذه العالقة بين البلدين ترجع تاريخيًا إلى فترةٍ طويل ٍة، فكانت اقتصادية، أو إلى الاعتراف باستقالل الواليات المتحدة الأمريكية خالل القرن الثامن المملكة المغربية سباقةً عشر سنة 1777 .
وابرزت أن قوة هذه العالقة تكمن في كون المملكة المغربية تمتلك آليات غير مسبوقة في عالقتها مع الواليات المتحدة حيث يربط البلدين اتفاق للتبادل الحر الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2006 ،والحوار االستراتيجي، وإعالن المغرب كشريك استراتيجي خارج حلف شمال الأطلسي، وبرامج التعاون، وكذا العديد من االتفاقيات التجارية والثقافية.
كل هذه الأليات، تضيف الرميلي، تمنح للعالقات الثنائية طابعا خاصا ومتميزا، انطالقا من الحرص الدائم لجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا على أن يعزز المغرب، بقدر انفتاحه على شركاء جدد، عالقته مع شركائه التاريخيين، والولايات المتحدة كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في كل القضايا.
ولم يفت عمدة إبراز أهمية التعاون في مجال تدبير الشأن المحلي حيث طالبت بعقد شراكات اقتصادية واجتماعية وثقافية مع المدن الأمريكية، على غرار اتفاقية التوأمة الموقعة بين الدارالبيضاء وشيكاغو سنة 1982 ،وذلك من أجل التعريف أكثر بالحضارة المغربية والأنفتاح على اآلخر وكذا تبادل الخبرات وتقاسم التجارب في مجاالت عدة خدمة لمصالح المواطنين.
من جانبه، أكد القائم باألعمال بالسفارة االمريكية بالمغرب، السيد لورانس راندولف، أن هذا المعرض يكرس العالقة القوية التي تجمع الشعبين االمريكي والمغربي، مذكرا ان هذا المعرض يخلد الذكرى المائوية الثانية للمفوضية األمريكية بطنجة، أقدم بناية ديبلوماسية أمريكية في العالم والتي أهداها السلطان موالي سليمان للواليات المتحدة سنة 1821 ،كعربون للصداقة بين البلدين.
وذكر ان هذا المعرض دام أربع أشهر وانتقل الى مدينة الدارالبيضاء التي، كما قال، ليست العاصمة الاقتصادية للمغرب فحسب، بل كان لها دور محوري ومركزي في التاريخ المشترك الأمريكي -المغربي حيث احتضنت مجموعة من المؤتمرات واللقاءات التاريخية كمؤتمر أنفا في 14 يناير 1943.
وأضاف أن هذا المعرض يبرز النموذج المغربي في التسامح والتعايش بين األديان ويثمن شجاعة الملك الراحل محمد الخامس في حماية الجالية اليهودية خالل الحرب العالمية الثانية، معبرا عن شكره لجاللة الملك محمد السادس نصره هللا، لقيادته الحكيمة للعالقات المغربية الأمريكية.
وأضاف ان المعرض مفتوح أمام كل البيضاويين لزيارته لالطالع على كل ما يقدمه قبل أن ينتقل إلى مقر وزارة الخارجية األمريكية بواشنطن في أوائل سنة 2022 ليمنح الفرصة الأمريكيين لالحتفال بهذه الذكرى.
بدوره عبر إبراهيم السالوي، الكاتب العام لمتحف مؤسسة عبد الرحمان السالوي، عن افتخاره باحتضان المتحف لهذا الحدث التاريخي الهام الذي يعكس الروابط والعالقات المتينة بين المغرب والواليات المتحدة الأمريكية.
كما قدم نبذة عن المتحف الذي أنشأه عبد الرحمان السالوي، أحد أبرز هواة جمع األعمال الفنية البارزين في تاريخ المغرب. واستطاع هذا الرجل من خالل جوالت قام بها على امتداد أزيد من 50 سنة أن يجمع عددا ال يحصى من المجوهرات والرسومات والملصقات التقليدية، والتي باتت تشكل اليوم النواة األساسية للمتحف الذي يحمل اسمه. تعرض هذه التحف في قالب سينوغرافي.