مجتمع

فضيحة الحافلة..المغاربة في حاجة إلى الأمان وصبرهم أوشك على النفاذ

فضيحة محاولة اغتصاب فتاة داخل حافلة للنقل الحضري، خلقت نقاشا ساخنا لامس إشكالا حقيقيا ظل متراوحا بين مد وجزر، وهو أن المغاربة باتوا بحاجة ماسة إلى الإحساس بالأمان، بعد أن أصبحنا كمجتمع تحت رحمة سلوكات ومؤشرات واقعية خلقت حالة رهاب جماعي.

و هذا الاحساس بالأمان لن يتحقق، كما قالت يومية ” المساء” في عدد نهاية الأسبوع، من خلال مؤسسة الأمن أو القضاء فقط، لأن الأزمة أعمق بكثير، كما أن الخوف الجماعي الذي صار يتملكنا ليس أمرا طارئا، بل له تراكمات ورواسب قديمة، أهملنا علاجها واستسلمنا بذلك لإفلاس مجتمعي نحصد الآن نتائجه الكارثية.

وشددت ” المساء”، في عمود ” مع قهوة الصباح”، علىى أن الصرامة الأمنية والقانونية مطلوبة لكنها ليست الوصفة التي ستجعل المغاربة يتخلصون من الإحساس المشروع بقلق متعاظم نتقاسمه جميعا ، ليس فقط نتيجة جريمة القرب المستفحلة، بل بسبب أعطاب عدة وقاتلة، أبرزها انهيار القيم وفشل منظومة التربية والتعليم والصحة والشغل وانسداد الأفق الاقتصادي والسياسي.

وقالت إن الإحساس بالأمان هو تأثير نفسي ضروري ومستعجل، ويحتاج إلى أفعال مادية من أجل منحه كجرعات للمغاربة الذين انتظروا طويلا التخلص من مخاوف تعايشوا معها لعقود، تماما كما انتظروا، وبصبر أوشك على النفاذ أن يأتي التغيير الذي سيجعلنا فعلا نسير على السكة الصحيحة ونتجاوز مخاوفنا الكثيرة التي لن تتحقق إلا بتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى