“نوح لا يعرف العوم” بالمركب الثقافي مولاي رشيد

في اطار انشطته الهادفة لتقريب السينما من الساكنة و في ظل انعدام قاعات السينما بعمالة مقاطعات مولاي رشيد سيدي عثمان نظم النادي السينمائي بسيدي عثمان عرضا لفيلم “نوح لا يعرف العوم” بالمركب الثقافي مولاي رشيد ، بحضور مخرجه و بطله رشيد الوالي و بعض الممثلين من الفيلم ، و مجموعة من الفعاليات السينمائية ، و نواب رئيس مقاطعة مولاي رشيد و أعضاء النادي السينمائي بسيدي عثمان، و مجموعة من المهتمين بالسينما .
و يحكي فيلم “نوح لا يعرف العوم” قصة رجل يدعى “نوح” ماتت زوجته “منانة” أمام عينيه غرقا، لم يستطع أن ينقذها لأنه لا يتقن السباحة، رزق من زوجته المتوفاة بابن معاق اسمه “عطيل”، وشاء القدر أن يولد بدون ذراعين، وقرر أن يربيه ولم يفكر مرة في الزواج، لذلك كان يستعين بخدمات فتاة في 16 من عمرها تدعى “جمانة”
وبحكم العطف الذي توليه الفتاة لعطيل، بدأ نوح يسترسل في الحديث معها، وبعدها اكتشف أنها تعاني من مشاكل عائلية في أسرتها الصغيرة، وبعد مرور زمن يسير بدأت الفتاة تكشف لنوح عن معاناتها الحقيقية، بحيث تتعرض للتحرش والاغتصاب من طرف زوج والدتها، والذي يشغل في الوقت ذاته قايد الدوار، ومن هنا تبدأ قصة الفيلم الحقيقية وتتناول محورين الإعاقة وزنا المحارم.
و يقول رشيد الوالي مخرج الفيلم في تصريح لموقع” كازاوي ” ان فكرة الفيلم راودته حين التقى بطفل في مدينةالدار البيضاء، يعيش بدون ذراعين، وما لاحظ في هذا الطفل، هو أنه يحاول العيش ويتأقلم مع محيطه، ولم يكن يشعر بأدنى حرج في الاندماج في المجتمع، ولم يكن يحس بأي فرق بينه وبين الأشخاص العاديين. وفكر حينها أن يكرم هذه الفئة من المجتمع التي تعيش في الخفاء، وبحث عن صيغة مناسبة لذلك، ولم يجد سوى شخصية ّعطيل التي لعبت دور البطولة في الفيلم.
و يضيف رشيد الوالي” ان ما يميز الفيلم، هو قوة وصعوبة وحساسية الموضوع الذي يتناوله، فزنا المحارم والإعاقة هي طابوهات في مجتمعنا قبل أن تكون آفة، وهي مشاكل عميقة وتحتاج قصصا بها حركية كبيرة، وهو عكس ما تطرقت له في إنتاجي ، فالمتتبع للفيلم يحس بشاعرية كبيرة بين ثنايا المشاهد، تظهر على وجوه الشخصيات، حتى إنني اخترت حقبة نهاية الخمسينات لما يشكله الصمت في هذه الفترة التاريخية من سلاح إزاء هذه المواضيع الحساسة، عكس ما يقع اليوم، وما نشاهده من فضائح يومية على صفحات التواصل الاجتماعي واليوتوب.
واخترت لشخصية قائد الدور، أن يكون لديه زوجتان، وأن يعاني من مشاكل نفسية ونقص عاطفي، يفرغه بالاعتداء الجسدي والجنسي على تلك الفتاة الصغيرة جمانة، وحاولت أن أبين الاضطرابات التي تعيشها الشخصية الرجولية، من حجم قائد الدوار في المجتمع المغربي المحافظ في تلك الحقبة، فبالرغم من السلطة والجاه والمال، إلا أن الحياة الخفية لهؤلاء تتسم باضطرابات نفسية كبيرة”.