الكفاءات النسائية بالشركة الوطنية للإذاعة ” يقصون ” من تظاهرة تنظمها المؤسسة حول مقاربة النوع

إن مقاربة النوع قضية مركبة تتداخل فيها عدة عناصر سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وقانونية وإدارية،ومع ذلك حقق المغرب قفزة نوعية في هذا المجال، ومازال يعمل على تكريس وإنجاز المزيد في ميدان مقاربة النوعالاجتماعي.الشروط الموضوعية متوفرة لتحقيق المناصفة ولتفعيل النص الدستوري الذي نص عليها بشكل صريح لا كشعارات يحملها للأسف الشديد بعض من يسمون أنفسهم بالمناضلين وهم أكثر الناس إقصاءا للمرأة.
ففي ظل غياب استراتيجيات إعلامية تستحضر مقاربة النوع الاجتماعي، لايمكن الحديث عن وضعية المرأة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ،إلا بازدواجية ، فهي من جهة، وضعية تعيشها الإعلامية بموازاة زميلها في المهنة، بما لها وعليها من ايجابيات وسلبيات على مستوى القوانين والمكاسب وظروف العمل بما تتصف به خصوصية المراة العاملة والاعلامية، والمتمثلة في الشروط المجتمعية المغربية حتى وان بدى بعضها تحررا وانفتاحا، ومن جهة أخرى لازالت المرأة داخل الإذاعة وطنيا وجهويا محكومة بنظرة دونية ونمطية لا توفر لها ظروف العمل حتى احترم كرامتها وجنسها ووضعها الاجتماعي.
فإذا كانت ظروف المرأة العاملة بشكل عام، مازالت تحتاج إلى الكثير من التطوير وتوفير جو أكثر ملاءمة للمرأة لتمكينها من المزيد من العطاء، فإن وضعية الإعلامية داخل الإذاعة بشكل خاص تحتاج إلى الكثير من المساءلة، لما تتعرض من ابتزاز أثناء العمل من طرف بعض المسؤولين الذكور، على مرآى ومسمع من الجميع داخل الشركة دون تحريك أي ساكن والكثير من الحالات لايصرحن بهذه المضايقات.
ورغم بعض المكياج الذي تقوم به مؤسسة الإذاعة والتلفزة لمحاولة تمويه الرأي العام من خلق حوار حول مقاربة النوع إلا أن المسألة ليس إلا مكياج يخفي بين طياته أكبر سوق للزبونية والمحسوبية وإقصاء مجموعة من الكفاءات النسائية داخل الإذاعة الوطنية مع أنها كفاءات مشهود لها بالعمل الجاد ولها مسيرة مهنية تستحق أن تنقل إلى تجارب إعلامية.
فقط للتبجح أمام الرأي العام بالاهتمام بالموضة الحالية إشراك المرأة في الرأي
والحوار الذي لاينبني في جوهره على الحوار حول وضعية المرأة الإعلامية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و إنما عن خلق واجهات لتلميع صورة المؤسسة.
لذا لابد من بلورة استراتيجية اعلامية تهدف الى الارتقاء بصورة النساء في مختلف وسائل الاعلام،والنهوض بوضعية النساء الاعلاميات انطلاقا من مقاييس شفافة تعتمد على معياري الكفاءة المهنية وتكافؤ الفرص،مع ضمان حق النساء في التعبير والدفاع عن قضاياهن ومعالجتها بموضوعية ومهنية وتفعيل التواصل والتعاون بين جميع مصالح ومديريات المؤسسة بدون إقصاء أو تهميش.