استزراع الأسماك في هذا السد لتثمين منظومته المائية

نعيمة الناهي

تم الاثنين الماضي استزراع صغار الأسماك في سد تمالوت الواقع بإقليم ميدلت من أجل تثمين منظومته المائية. وقامت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر باستزراع أكثر من 220 ألف من صغار أسماك “التروتة القزحية” في سد تمالوت الذي يقع بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي. وتهدف مبادرة استزراع هذا النوع من السمك، المعروف بغناه ب”الأوميغا 3″ وجودته الغذائية العالية، إلى المساهمة في تنشيط مجال الصيد الرياضي والسياحي في المنطقة. كما يروم استزراع هذا السمك، الذي يتطلب مرور سنة من أجل صيده بالسد، تسويق المنتوجات المحلية والمجالية التي يقبل عليها السياح الوافدين على المنطقة لممارسة هواية صيد الأسماك.

وقال محمد صديق، رئيس المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الرامية لتطوير الصيد الرياضي والسياحي في عدد من المناطق المغربية التي توجد بها مجاري مياه عذبة ناتجة عن ذوبان الثلوج وبروج العيون. وأكد صديق أن عملية الاستزراع، التي عرفت مساهمة جمعيات محلية تهتم بالصيد الرياضي، تنسجم أيضا مع رؤية 2024 الهادفة إلى بلوغ نحو 7500 مزاول للصيد في المياه القارية ضمن مجال الصيد الرياضي، وكذا “خلق فرص الشغل عبر سلسلة من الخدمات المتنوعة المتمثلة، علىى الخصوص، في إعداد وسط مناسب للصيادين لممارسة أنشطتهم طوال السنة”. واعتبر رئيس المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك أن “المنطقة تشكل حلقة في سلسلة أماكن الأنشطة السياحية التي تبدأ بالصيد في هذا السد وتننهي بزيارة مدار بحيرتي تيسلي وإسلي”. كما يشكل استزراع الأسماك في سد تمالوت قيمة مضافة للمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي الذي يضم أيضا العديد من أنواع الحيوانات والوحيش البري. ويمتاز سد تمالوت بكونه يتواجد على علو بنحو 1800 متر، مما يجعل محيطه باردا خلال فصول السنة، وبالتالي تسجيل إقبال كبير على مياهه أثناء ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، وكذا قربه من عيون مائية دافئة (34 درجة في سافلته) تستقطب العديد من السياح.