الرأي

محمد الشمسي يكتب: الفد يذبح كبور وطاليس بقاموس ” الشماكرية” ودرابيل تفقد “بكارتها الفنية”

كان من باب الموضوعية ألا نتسرع في الحكم على سيتكومات رمضان على القناتين الرسميتين الأولى والثانية ، وتريثنا لعل “الجو يتقلب ” إلى الأفضل، لكن خاب ظننا ، فقد علقت تلك الأعمال في مستنقع الرداءة ، بل وغطست إلى أسفل القاع ، وتعدته فثقبت سطح الحضيض ، وباتت تصلح لأن تكون كتابا عنوانه ” كيف يضحك أشباه فنانين على شعب ويستولون على رزقه ” .
فأما الفنان المقتدر حسن الفد فقد ذبح “كبور” ومعه “لحبيب” ، حين أعادهما ليعرضا نفسيهما على الجمهور بذات الأسلوب ، ولم ينتبه الفد أن “كبور” انتهت صلاحيته ، وكان حري به أن يكرمه ويضعه في أرشيف إنجازاته الفنية ، لا أن يركب عليه في “الإشهارات و الجولات الفنية ” ثم يعيده إلى شاشة التلفزة منهكا خائر القوى الإبداعية ، حتى بات حسن الفد ومعه “كبور” يستحقان الشفقة وهما يجتران ذات الخطاب ، بذات النهج ، بذات الملابس …
وأما الفنان الشاب الذي كان الجمهور يعرف اسمه أكثر من صورته ، وأعني بذلك عبد العالي لمهر الملقب ب”طاليس” ، فليته ظل خلف الستار ، يكتب ويؤلف ولا يتحمل خطيئة ولا جريرة ، لكن الشاب الحديث العهد بالوقوف أمام الكاميرا استصغر على ما يبدو المهمة ، وبدت له سهلة بسيطة فقرر هو و “رباعتو ” “غزو ” التلفزتين معا ، وظهرت عناصر فرقة “إيموراجي” تنهل من قاموس “الشماكرية ” ، وتقصف الجمهور بمصطلحات وإيماءات يسعى الآباء والمربون إلى حماية صغارهم من تعلمها أو ترديدها ، فإذا بهم يجدون “طاليس” يقدمها للجيل الناشئ وغير الناشئ بلا حياء أو استحياء ، معتمدا رفقة مجموعته على “تعواج الفم ” ، والتمايل ، و”هزان ليدين ” ، للذكر كما للأنثى ، معتقدين أن “معجم الزنقة” قد يشكل منجما فنيا يمكن الاستلهام منه .
وأما الكاميرا الخفية على القناتين ، سواء تلك المسماة ” كاميرا ضاحكة ” على الأولى ، أو “مشيتي فيها ” على الثانية ، فلا جديد يذكر ، ولا لمسات فنية تظهر ، فقط هناك تكرار مقزز لذات الأفكار ، في ذات الفضاء ، مع نفس الوجوه ، مع التشديد على ثبوت وجود علم مسبق بين الكاميرا و”الضحية” ، في حين تم ضبط رشيد علالي ” يسرق ” فكرة تغيير ملامح وجهه بالماكياج ووضع الأقنعة المضللة ، من برامج عالمية مستهلكة.
فمن “الدرب” حيث يرتفع منسوب “الحموضة ” ، إلى “حي البهجة” حيث لا بهجة ولا هم يحزنون ، حيث فقدت الفنانة درابيل رصيدها الذي جمعته من رمضان “العام الفايت” وظهرت تبعث على الأسى وهي ترتدي ثياب “سكينة مرات المصطفى” من “رمضان الماضي” ففقدت “بكارتها الفنية ” باكرا ، إلى “أولاد علي” حيث يجري استحمار الجمهور مع سبق الإصرار والترصد ، ثم إلى باقي سخافات تلفزتين تقتاتان من عرق جبين الشعب ، ولا تقدمان له إلا ما يثير حفيظته ، ويثير أعصابه .
وقبل الختام وجب التنويه بالطفلة إسراء في سلسلة ” سوحليفة” ، ليس لما تصيح به الصغيرة من ألفاظ نابية “زنقاوية ” ، وبصوت حاد قد يؤثر سلبا على حبالها الصوتية الفتية ، بل لتلقائية تعاملها مع الكاميرا ومع النص وهي في ذلك العمر .
ويبقى ذات السؤال مع كل رمضان مطروحا ، هل ثكلت المغربيات في إنجاب فنانين فكاهيين حقيقيين ؟ ، وهل ثكلت المغربيات في إنجاب مؤلفين و”سيناريست ديال بصح” ؟ ، وهل كتب علينا أن نستحمل “وساخ” أشباه فكاهيين ، وحماقات مخرجين ، يخرجون “عيونهم ” ويلهفون “المال العام ” ؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى