قضايا ومحاكم

اكثر من قرنين سجنا لنشطاء الريف

وأخيرا أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء حكمها في ملف أحداث الحسيمة ، وقضت المحكمة ابتدائيا وجنائيا ، بأكثر من 200 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين ، وجاءت العقوبات متفرقة بين خمس قرن حكم بها على كل واحد من زعيم الاحتجاجات ناصر الزفزافي وثلاثة من رفاقه ، ورغم أنه لا يزال أمام المتهمين المدانين فرصة الطعن في الحكم المذكور أمام غرفة الجنايات الاستئنافية ، التي ستعيد مناقشة الملف من بدايته ، إلا أن الحكم يبدو قاسيا ومفاجئا ، وعكس كل التوقعات التي آمنت بوجود انفراج وشيك في ملف يتداخل فيه الاجتماعي بالقانوني ، حيث جاء الحكم القضائي صادما في منطوقه وعقوبته ، وفي انتظار الاطلاع على حيثياته وتعليله ، فإن دموعا كثيرة ستسيل ، وغضبا كبيرا سيتملك أهل المدانين ، ونقاش واسع سيفتح بعد الحكم ، فهيئة المحكمة قضت بما قضت استنادا إلى ما بين أيديها من وثائق ، ومن خلال قناعتها واطمئنانها الوجداني ، وانطلاقا من استقلالية القضاء التي باتت مبدأ دستوريا تم تنزيله وتفعليه مع دستور 2011 ، بالمقابل يرى النشطاء الحقوقيون أن الملف اجتماعي الهوية ، وأنه قام على إثر احتجاجات ذات طابع سلمي ، وأن عددا من القرارات التي اتخذها جلالة الملك في معاقبة المتورطين في مشروع “منار الحسيمة المتوسط ” ، بعدما ثبت تقصيرهم ، كاف ليكون مبررا لتلك الاحتجاجات ، بالمقابل ترى النيابة العامة ومعها قاضي التحقيق أنه توفر لديهما من الأدلة والحجج ما يجعلهما يسطران متابعات ثقيلة للمتهمين ، مرتبطة بجنايات ذات سياق خطير، بعيدة عن فعل الاحتجاج السلمي  .

وكانت مصادر حضرت بعض جلسات المحاكمة ، أكدت أن المتهمين الذين مثلوا امام المحكمة ، خاطبوها بمستوى عال من الثقة بالنفس ، وبلغة طبعها الوضوح والتمكن من تفاصيل ملفهم ، وأنهم أجابوا عن أسئلة المحكمة بشكل وأسلوب مقنعين ، وزادت المصادر أن عددا من التدوينات والتغريدات تم عرضها على المتهمين على أنها حجج ضدهم ، في حين لم تحمل تلك التدوينات ما يجعل منها وسيلة لإثبات جناية  بحسب تلك المصادر ، لكن مصادرنا استدركت القول أنه يتعين التريث إلى حين جاهزية نسخة الحكم القضائي ، للإطلاع على الأسس القانونية التي أسست عليها المحكمة حكمها “القاسي” ، في حين ترى مصادر أخرى أن هذا الحكم سيكون له ما له في علاقة “أهل الريف المغربي ” بالسلطات المغربية ، ينضاف إلى إرث تاريخي غير صاف ، و علاقة طبعها التشنج ، ولا تزال خدوشها لم تندمل بعد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى