تربية وتعليم

أكاديميون يناقشون أهمية الكيمياء في خدمة التنمية المستدامة بسطات

أكد عبد الله الشاهد أن الكيمياء الخضراء مفهوم جديد بدأ يرخي بظله على علم الكيمياء ومنتجاته ككل بهدف حماية البيئة والإنسان من الأضرار المحتملة لهذه المنتجات، خاصة أن الاكتشافات الحديثة تزيد منلائحة هذه المخاطر والأضرار التي لم يكن يحسب لها حساب قبل سنوات قليلة.

يعتبر العالم الفرنسي الشهير لافوازيه، الذي أعدمه الثوار الفرنسيون بالمقصلة عام 1794م، مؤسس الكيمياء الحديثة،وقد اشتهر بشكل خاص من خلال معادلته التي أصبحت مضرب المثل: لا شيء يضيع، كل شيء يتحول .

وقد بدأ العلماء والصناعيون وأصحاب المسؤولية السياسية يشعرون فعلاً بخطورة بعض أنماط التنمية والاستهلاك على البيئة والموارد الطبيعية وعلى الصحة العامة، وبضرورة إيقاف الهبوط نحو الهاوية. وهذا تطور أساس في العقليات، خاصة بين النخب السياسية والصناعية والاقتصادية.

في الماضي غير البعيد، يضيف الاستاذ الجامعي أمام الطلبة الكنديين بمناسبة الجامعة الشتوية للتبادل الثقافي المغربي الكندي بكلية العلوم والتقنيات بسطات، كان الاقتناع السائد هو أن للتقدم الصناعي والتكنولوجي والعلمي ثمناً لا بد للمستهلك من أن يدفعه إذا كان يريد أن يستمتع بلا حدود بثمرات مجتمع الرفاهية والتخمة. وكان الرأي العام في المجتمعات الصناعية حتى عقدين من الزمن يقبل بدفع هذا الثمن طالما أن القسط الأكبر من هذه الفواتير ستدفعه الأجيال المقبلة.

ومن المضاعفات الوخيمة على الصحة والبيئة من جرّاء استعمال بعض المواد الكيميائية زيادة نسبة التلوث وارتفاع حرارة المناخ وما يؤدي ذلك إلى كوارث وفيضانات وانقراض بعض الأنواع الطبيعية والحيوانية والنباتية الضرورية لتوازن البيئة.

إزاء هذه الأخطار الداهمة، كان لا بد للأسرة العلمية من أن تتحرك للبحث عن المضادات الواقية من هذه الأخطار. من هنا ولد مفهوم الكيمياء الخضراء وهي تعني مجموعة المبادئ والتقنيات الهادفة إلى القضاء أو التقليل من) استعمال أو تكوّن المواد الخطرة والسامة في ابتكار المنتجات والسلع الكيميائية وإنتاجها واستعمالها .

لقد تمكنت مختبرات الكيمياء الخضراء يضيف المحاضر من إيجاد الحلول العلمية والتكنولوجية الملائمة. ولكن العائق الرئيس أمام تصنيع المواد البديلة على صعيد واسع هو كلفتها العالية، على الأقل في المرحلة الحالية. ورغم ممانعة الصناعيين وترددهم في الانخراط في هذا الطريق الصعب والمكلف، فمن المؤكد أن لا خيار لهم غير ذلك خاصة وأن المستهلكين، بعد أن أدركوا حقهم المكتسب في بيئة نظيفة فالحفاظ على البيئة قد أصبح قضية حياة أو موت بالنسبة للإنسانية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى