الطرز الأزموري….موروث ثقافي متفرد لمدينة أزمور

هن نساء من مشارب وأعمار مختلفة، جمعهن عشقهن وغيرتهن على الطرز الأزموري العتيق، ليحملن على عاتقهن مسؤولية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي التقليدي المتفرد لمدينة أزمور.
على مر السنوات، عملت نسوة مدينة أزمور واجتهدن بدون ملل أو كلل، بشكل فردي أو في إطار جمعيات وتعاونيات متخصصة، على إعطاء حياة جديدة لهذا الفن الحضاري الذي توارثته و تناقلته المرأة الأزمورية عبر الأجيال، والذي أصبح تراثا لا ماديا تفتخر به مدينة أزمور عامة، والمرأة الأزمورية خاصة.
ويتميز الطرز الأزموري برسومات التنين التي تمثل علامة ينفرد بها عن أنواع الطرز في باقي ربوع المملكة، والتي يحكى أنها دخلت عن طريق أحد التجار البرتغاليين، الذي قدم رسما جداريا يحتوي صورة هذا التنين لصياد من أزمور وقامت زوجته بتطبيق تصميمه في الطرز و شاركت تصميمها مع نساء القرية حينها اللواتي أعجبن به و أقدمن على تقليدها و ساعدن في انتشاره ليصبح رمزا متوارثا تنفرد به هذه المدينة.
ومنذ ذلك الحين وحكاية نساء أزمور مع الطرز الأزموري متواصلة، والمثال من داخل ردهات تعاونية الفردوس لتنمية المرأة والطفل، التي تعمل على تكوين وتأطير الفتيات والنساء وتعليمهن فنون الطرز الأزموري، من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي من جهة، والمساهمة في التمكين الاقتصادي للنساء من جهة أخرى.
ويرتكز هذا النوع من الطرز العريق على رسومات الأزهار الملونة لنبتة “الزين والبها”، والتي تعرف برائحتها العطرة الزكية وألوانها المتعددة الزاهية، حيث كان الأزموريون يزرعونها في الحدائق وتزين بها النساء الأزموريات بيوتهن بالمدينة العتيقة.
هكذا، تبقى النساء الأزموريات حلقة مهمة في ما يخص الحفاظ على الطرز الأزموري وتثمينه، من خلال تناقله جيلا عن جيل، وتطويره وتنويع استخداماته.