شكل (عبد الجليل أبزيد)، وكيل لائحة الحركة الشعبية بمقاطعة الحي المحمدي، مفاجأة الانتخابات الجماعية بالدار البيضاء بامتياز، وقدم الدليل القاطع، بقوة النتائج وصناديق الاقتراع، أنه رجل المرحلة بدون منازع، بعد أن قاوم “تسونامي” العدالة والتنمية في أحد قلاعه الأساسية، واستطاع الحصول على 5 مقاعد بالمقاطعة، ومقعدين اثنين (2) بمجلس المدينة.
وبهذه النتيجة المشرفة، استطاع أبزيد، أن ينقذ ماء وجه الحركة الشعبية في عز أزمتها التنظيمية التي عصفت بها، بسبب عدد من المشاكل التي كان وراءها وزراء ومسؤولون وازنون.
كما نجح وكيل الحركة الحي المحمدي- بمجهودات خاصة تقريبا- في إعادة الوهج إلى السنبلة الصفراء، بعد الضربات المنهكة التي تعرضت لها في الشهور الأخيرة، والأزمات القاتلة التي رافقت التغييرات الجذرية التي حدثت في قيادتها الجهوية ومكاتبها المحلية والإقليمية (صراعات شفيق عبد الحق وسعيد حسبان وسعيد التدلاوي وعبد الإله الصفدي…).
وأثبت (أبزيد) أنه رجل المهات الصعبة، وهو ما التقطته القيادة المركزية للحركة الشعبية وأمينها العام وأعضاء مكتبها المسير الذين أثنوا على هذه النتيجة المشرفة التي أنقذت ماء الوجه في الدار البيضاء، و”أعطت الدليل أن الرجل لا يتقن الكلام والوعود الكاذبة، بل رجل فعل وميدان ونتائج حقيقية حملت لواء السنبلة عاليا”.
ومنذ البداية، قاد (أبزيد) معركته الانتخابية على ثلاثة جبهات، الواحدة منها أسخن من الأخريتين:
أولا، جبهة الاتحاد الدستوري، إذ كان مطالبا برد الاعتبار إلى الحركة الشعبية، وحقها في التناوب الطبيعي على التسيير الجماعي بالحي المحمدي، وتنفيذ تصورها للتنمية المحلية، في الوقت الذي كان فيه الطرف الأخر يتمتع بقوة كبيرة اكتسبها من خبرته الطويلة في الميدان ومعرفته بخبايا الأمور.
ثانيا، جبهة العدالة والتنمية والحزب الاسلامي الذي كشر عن أنيابه ونزل بكل ثقله التنظيمي والبشري والأخلاقي بجميع مقاطعات الدار البيضاء بهدف الاجهاز على جميع المقاعد والأصوات. وكافح (أبزيد) ورفاقه طويلا من أجل تكسير شوكة (بيجيدي) في المقاطعة، إذ لم يحصوا سوى على 10 مقاعد فقط، في وقت حصدت فيه “ماكينة” بنكيران في مقاطعات أخرى الحب والتبن (20 مقعد في الحي الحسني وسيدي مومن، و18 في عين الشق، و17 بكل من مولاي رشيد وسيدي عثمان وسيدي بليوط و16 في مقاطعة الفداء….).
ثالثا، جبهة الوضع الداخلي لحزب الحركة على المستوى المحلي، إذ كان حزب السنبلة الأضعف على مستوى التأطير والأداء والإلمام بكل تفاصيل العملية الانتخابية، كما ساد الارتباك والفوضى جميع مفاصله، وكانت النتيجة اندحار الحزب من حوالي 20 مقعد بمجلس المدينة إلى مقعدين يتيمين فقط، كما حصل الحزب على ثماني مقاعد فقط في مجموع المقاطعات ال16، أي نصف مقعد في المقاطعة (5 بالحي المحمدي، مقعد الفداء حصل عليه منسق الحزب في المدينة، ومقعد في مرس السلطان، ومقعد في سباتة) وهي نتيجة هزيلة جدا.
وكان للحزب أن يحصل على أقل من هذه النتيجة، لولا العمل الذي قام له وكيلها في الحي المحمدي، الذي للإنصاف، حقق المستحيل، وخاض بمنهجية واضحة حملته الانتخابية ونجح بشكل شخصي واعتمادا على امكانياته في تأطير عدد من الشباب والنساء وأبناء الحي وأطره واستقطابهم إلى مشروعه، كما استثمر بشكل جيد مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج إلى اسمه وبرنامجه الانتخابي في صفوف الفئات الشابة، دون الحديث عن التوظيف الجيد للصورة والإعلام.
واعتمد أبزيد لغة الوضوح وخطاب الحقيقية في التحاور مع المواطنين، وظل يقول لهم غنه لا يساوي شيئا بدونهم وبدون تعاونهم ومساندتهم له. لم يستعمل لغة خشب، أو لغة متكبرة في الحديث معهم، كما لم يعتمد الاساليب التقليدية في الحملات، بل التواصل المباشر في المنازل والشقق والاحياء والدواوير التي كانت ترحب به بالزغاريد.