
إن رئيس مقاطعة عين السبع يكيل بمكيالين ، ويحكم بوجهين ويدلس الحقائق والبراهين ، مما يخدش نزاهته ، ويخدج مواقفه ، ويتناقض مع قرارته ، ومما يتمادى ويتماهى وفق سيادة صلاحيته لمصلحته ، فيفقد مصداقيته وثقته بين أغلبيته ، وتكدس الخلافات تباعا وتكثر الصراعات والتصدعات .. وللأسف ؛ تعطل عجلة التنمية ، ويساهم الرئيس في الهدر الزمني بالمنطقة..
إنه من المِجَازٍية ، أن يرفع الرئيس الحالي (حينما كان معارضا) شكاية بالرئيس السابق إلى الشرطة القضائية ، والنيابة العامة وليس جهاز الرقابة والحكامة ومجلس الحسابات من أجل محاسبته !! بل تعداه بدعوى حبسه ومعاقبته بالإكراه البدني ، على غياب مستشار (واحد) سابق !! ذهب للدراسة خارج المغرب مدعيا غيابه على مهامه واستغلاله للمال العام ، ومن أجل فضح هذا الأخير كذلك والإجهاز عليه !!
واليوم الرئيس له وجه آخر ، وموقف آخر ، وتصريح آخر ينافي ما يندد به وبدفاعه على المال العام ، ويسقطه في المحظور ، ويضعه في المساءلة !!
إنه من الغبن ، أن لا يحاسب ولا يستفسر على غياب خمسة مستشارين أشباح لأربعة جلسات من دورة يناير ، والتي هي حاسمة في إقالة الرئيس أو إثباته ، إنه يدافع باستماتة على غياب المختفين ، ويبرر عدم حضورهم ويناصرهم ويتستر عليهم ، بل يبالغ ويجادل ويستنكر من يناقش أو لا يمرر الجلسة بدونهم ..!!
ونحن هنا نستفسر كذلك موقف الأحزاب من المستشارين الأشباح المختفين والمنضويين تحت لوائهم ولوائحهم او بضمانتهم الحزبية والسياسية ، ثم السلطات المحلية وجهاز الرقابة على وضعيتهم ..
إذ عطلوا الدورات وجلساتها ، وشللوا جهاز التسيير للمقاطعة ، وأخَّرُّوا قطار التنمية ، وعَوَّقُوا مسيرته ، وعرقلوا روح الديمقراطية التشاركية ، والمنطق السياسي الديمقراطي السائد .
إن الرئيس يرى بعين واحدة ، إذ بالغ شططه في استعمال صلاحيته بإذلال نفسه وإهانة ذاته ، والتمسك بكرسي الرئاسة والإفلات من إقالته ، وإنهاك جهود مقاومة التغيير ، استنادا على هؤلاء المتغيبين .
إننا ننتظر حكم القضاء السيادي والمستقل في حق المستشار السابق ، واتخاذ كل الإجراءات والعقوبات اللازمة ، ثم العدالة المجالية في حق المخلفين ، والقرار الصارم بردعهم وإحالة ملفهم الى السلطات المحلية وجهاز الرقابة !!
إننا أمام مساءلة السلوك السياسي للأطراف ، وغياب هؤلاء في ظرف حاسم هو لا محالة غياب سواء في الدورات او الجلسات … لا استثناء فيه ولا تمييز ولا تفضيل ، ولا نرغب في إدانتهم أو عزلهم ، بل فقط نثبت حضورهم ومشاركتهم ، وهم جزء محوري لا يتجزأ من مسؤولياتهم وأدوارهم ومهامهم