ابن كيران: التجمع حول الإنصات إلى المواطنين والتشاور معهم إلى عقيدة سياسية

تتواصل التعبئة بتنسيقيات التجمع الوطني للأحرار بعمالة عين الشق بالبيضاء لإنجاح محطة المؤتمر الوطني الرابع للحزب المقرر في 4 و5 مارس المقبل، على بعد أيام من تنظيم المؤتمر الإقليمي بالعمالة نفسها، تحت إشراف المنسق الجهوي وبرلمانيين، لتقييم الحصيلة ومناقشة الوثائق التوجيهية والتنظيمية وانتخاب المنتدبين.
وقال محمد شفيق ابن كيران، المنسق الإقليمي بعمالة عين الشق، إن العمل في التنسيقات والفروع على قدم وساق للانخراط في واحدة من أهم المحطات التنظيمية والسياسية في تاريخ التجمع الوطني للأحرار، إذ يعقد المؤتمر الوطني بعد أشهر قليلة من انتخابات الغرف المهنية والانتخابات الجماعية والبرلمانية التي حاز فيها الحزب على أغلبية المقاعد، وترأس الحكومة ضمن تحالف ثلاثي يضم الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال.
وأكد شفيق ابن كيران، البرلماني ورئيس مقاطعة عين الشق، أن الحزب أضاف إلى نجاحاته السابقة في مجال التنظيم والتعبئة، محطة جديدة، بعد اختتام دورات أكثر من 80 مؤتمرا إقليميا، شارك فيها آلاف المناضلين والمواطنين والتمثيليات القطاعية، وسادت فيها أجواء نقاش صريح حول المرحلة السابقة، وإنتاج أفكار ومقترحات قيمة لاستشراف المستقبل، وعبر فيها الجميع عن جاهزية كبيرة لكسب الرهانات المطروحة.
وأوضح ابن كيران، الرئيس الأسبق للمجلس الجهوي للبيضاء الكبرى، أن الوصول إلى هذه المرحلة المهمة في تاريخ الحزب، جاء بعد مسار طويل من العمل والجهد والتضحيات والصبر والتعبئة الشاملة التي انطلقت مباشرة بعد النتائج السلبية. التي حصدها الحزب في الانتخابات التشريعية (37 مقعدا، مقابل 126 للعدالة والتنمية).
وأكد ابن كيران أن هذه النتائج كانت محفزا لتدشين انطلاقة نوعية على كافة المستويات تنظيميا وقطاعيا وسياسيا، بدأت بانتخاب عزيز أخنوش على رأس الحزب في 29 أكتوبر 2016، الذي حرك جميع مفاصل التنظيم وأعاد ضخ الدماء في هياكله، وفتح ذراعيه لكفاءات جديدة من رجال المال والأعمال والسياسيين.
وقدم رئيس الحزب، حسب المنسق الإقليمي، إضافة نوعية وطور أفكارا جديدة من الأيام الأولى لانتخابه، إذ فتح باب التشاور على أوسع نطاق مع المناضلين في جميع أماكن وجودهم، وانخرطت مكونات التنظيم وشبابه ونساؤه في تحرير مسار الثقة الذي اعتبر ميثاقا أوليا بين التجمع والمواطنين في الصحة والتعليم والتشغيل والبيئة والشباب والرياضة والثقافة والفنون.
وخلق هذا المسار الذي انبثق من إنصات لقضايا المغاربة والاستماع إلى أولوياتهم، أجواء من الثقة في الحزب، ظهر من خلال طلبات الانخراط والالتحاقات، إذ وصل عدد المنتسبين في ظرف قياسي إلى 300 ألف منخرط، ثم زاد بأعداد أخرى خلال برنامج 100 يوم/100 مدينة.
ويعد هذا البرنامج أكبر برنامج للإنصات والتشاور في تاريخ العمل الحزبي بالمغرب، إذ عبأ له الحزب إمكانيات واسعة في المدن الصغرى والمتوسطة، وكانت مجالا لفتح نقاشات موسعة مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم ومقترحاتهم.
وقال ابن كيران إنه لأول مرة يستمع حزب مغربي إلى أصوات 35 ألف مواطن استمع إليهم حوالي 1000 مؤطر، وحرر ذلك في مجموعات خاصة شكلت بنكا للمقترحات، استمد منه الحزب الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي.
وعلى أرضية هذا البرنامج الانتخابي، انخرط الحزب في الانتخابات المهنية والجماعية والبرلمانية، وبوأه المغاربة الرتب الأولى، تقريبا، في الغرف المهنية والجماعات الترابية ومجلس النواب، وفاز باستحقاق برئاسة الحكومة.
لذلك، يكتسي «الطريق إلى 4 و5 مارس»، حسب ابن كيران، أهمية قصوى بالنسبة إلى الحزب، ليس فقط من أجل تثمين المكاسب السابقة، بل وضع مخطط للحفاظ عليها في المستقبل، مؤكدا أن الحكومة، التي يرأسها عزيز أخنوش، قدمت خلال 100 يوم من تنصيبها، صورة جيدة عما يمكن أن يكون في السنوات المقبلة، سواء في المجال الاجتماعي (أوراش)، أو المجال الاقتصادي، أو الحماية الاجتماعية، ثم الاهتمام بالعالم القروي والفلاحين، عبر إقرار مخطط استعجالي ب10 ملايير درهم.
عن جريدة الصباح في عددها الصادر اليوم الإثنين 18فبراير2022